البيوت السكنية والمخازن في قلعة تلعفر الاثرية سنة (1912) في العهد العثماني
بقلم سعيد عباس اوغلو
صورة نادرة تمثل بعض المباني التي كانت قائمة في قلعة تلعفر من الداخل, حيث نلاحظ بعض الدور المتهدمة ملاصق بناؤها لسور القلعة, وهي عبارة عن غرف ومخازن, وما تبقى منها تظهر الوحدات المعمارية التي كانت قائمة في هذا الجانب من بناء القلعة. ونلاحظ اقامة العقود المدببة, وقد حصرت هذه العقود بين اكتافها مثلثات كروية, وكوى صغيرة في جدران الاسطح, وسمك جدران البناء وعلوها, وصغر النوافذ والابواب,......الخ. ومن هذا يظهر ان المعمار التلعفري صمم ان يحذف كل اشارة يمكن ان تكون علما للبيت او فتحة يمكن ان تسهل الدخول للدار, فكأن الدار أشبه بقلعة صغيرة حصينة. واذا بحثنا في سبب بنائها بهذه الطريقة نجد ان كلها متأت من جملة أسباب دفعت بالمعمار الى تنفيذها وهو المحافظة على خصوصية الدار, وأمن الأهالي من الغارات والاحداث العسكرية, بالاضافة الى ان وسائل التدفئة والتبريد لم تكن معلومة كما هي عليه اليوم, فكانوا يبنون سقوف الغرف مرتفعة وشبابيكها معدودة غير واسعة, مما يجعل الغرفة باردة في الصيف, ودافئة في الشتاء. ويتخذون كوى صغيرة في جدران الاسطح للمراقبة والرمي., ولهذا جعل جدرانها صماء خالية أو معدودة النوافذ من الخارج عدا النوافذ الصغيرة التي صممت مواضعها في اماكن مرتفعة من واجهات الدور الامامية. التي كانت تستعمل لزيادة ضوء الغرفة, ولزيادة التهوية وطرد الدخان الذي يتكون في الغرفة نتيجة نار التدفئة في الشتاء. ولهذا فأن تخطيط الدور وهندستها كان لابد ان تراعى فيها الحالة الاجتماعية والعوامل المناخية والعسكرية. هذا بالاضافة الى ما تقدم يمكن ان نقول ان مبدأ تكوين مدينة تلعفر كان قلعة عسكرية، فالطابع العسكري استمر تأثيره في بناء دورها.