تعودنا منذ سبعة عشر عاماً ان نرى تدوير الوجوه السياسية وذات الأشخاص لترأس وإدارة مؤسسات ووزارات الدولة وكأن البلد خلا من الأشخاص الاكفاء والمخلصين والمبدعين، ولكن سرعان ماانتقلت هذه العدوى إلى البيت الرياضي العراقي حيث أن المدرب المحلي يتنقل من نادٍ إلى آخر في موسم واحد رغم عدم نجاحه أو عدم محالفة الحظ له مع ناديه السابق فيتم التعاقد معه من نادي أخر ليتم تدوير المدربين بين نادٍ واخر تباعاً والمدرب الشاب لاحول ولا قوة وهو يشاهد مايحدث من تخبط اداري وفني واضح للعيان، لاسيما اننا نمتلك مدربين شباب يستحقون الفرص في دوري الكرة الممتاز ومنتخباتنا الوطنية، استثمار الطاقات التدريبية الشابة واستقطابها هو مايبني جيلاً كروياً متماسكاً لخدمة الرياضة العراقية بمجالاتها المختلفة، وهنا لانريد ان نغبن حق المدربين الذين عملوا لسنوات طوال في قيادة الكرة العراقية ولكن هنالك مثل يقول "لكل زمان رجال" وعليه فإن معظم المدربين الذين عملوا لسنوات مازالوا يعملون على ذات النهج الكلاسيكي الا القليل منهم الذي تطور مع تطور الكرة العالمية والتكتيك الخططي الذي لا يعتمد على كرات طويلة وأمور فنية أخرى لا نود الخوض فيها حتى نفسح المجال لمن هم أهل الاختصاص للحديث فيها، ولاعيب أن تم استثمار المدربين الشباب عن طريق معايشات ودورات تدريبية في الدوريات الكبرى للاستفادة وافادة الكرة العراقية في المستقبل سيما ان بلدنا زاخر بالمواهب التدريبية، نماذج وعينات عديدة من المدربين عملوا ولو لفترة قصيرة إلا انهم وضعوا بصمة ولمسة مع الأندية التي خاضوا فيها غمار العمل التدريبي، "قصي منير" انموذجاً ومثالاً لا "على الحصر" احد المدربين الشبان الذين ثبتوا أقدامهم وبقوة في سماء التدريب في الكرة العراقية فلو أخذنا تجربته كعيّنة لباقي المدربين فهو نجح في تجربته القصيرة مع نادي الصناعة حيث صنع فريقاً ينافس بقوة في دوري الدرجة الأولى وكان قاب قوسين من الصعود لدوري الكرة الممتاز بنتائج مميزة مع نادي شبابي فتي وتجربة أخرى مع نادي الديوانية والذي صنع منه نادياً يقارع الفرق الجماهيرية في فترته رغم انه لم يخض اكثر من عشر مباريات مع الأحمر إلا أن نتائجه كانت مميزة مع نادٍ شاب هو الأخر، فلا ضير في الاعتماد على طاقات شبابية تكون عماداً لأنديتنا ومنتخباتنا في قادم الأيام، فأذا كنا نبحث عن النتائج فهي تحتاج لوقت وتخطيط للحصول عليها إلا اننا ما ان خسر مدرباً ما ثلاث نقاط حتى قامت أقلام التسقيط وحملات التشهير في طريقه، فلنعطي المدرب الشاب استحقاقه والأيام ستكون حُبلى بالنتائج المفرحة للجماهير لو تم تقديم سُبل النجاح لمدربينا.