§ 16/1/1980 اعدام خيرة شخصيات وقادة التركمان:
بقلم إبراهيم قصاب
منذ ان وطأ النظام الديكتاتوري السابق قدمه على ارض العراق بعد الانقلاب المشؤوم عام 1968م بدأ بتصفية حساباته مع التركمان حصراً لاسباب ظل سراً, ولقد ذكر جلال الطالباني لوسائل الإعلام والملأ وفي اكثر من مناسبة (أن التركمان عانوا من ويلات النظام السابق أكثر مما عاناه الأكراد) حيث كان يعني ما يقول لأنه كان قريباً من واقع التركمان المر.
وقد بدأ النظام السابق قائمة التصفيات الجسدية للعراقيين الأحرار بالتركمان عندما أقدم وإنزل حكم الإعدام الجائر بالمناضل التركماني الكبير (محمد الصالحي) رئيس غرفة تجارة كركوك الأسبق مع بداية عام 1970 فكان الشهيد العراقي (الأول) على يد النظام اثر اعتقاله مع مجموعة من المناضلين التركمان في 6/1/1969م.
اعقبه اعدام الممثل التركماني الكبير (حسين علي موسى) والمعروف بـ (تمبل عباس) ليصبح رحمه الله عليه ايضاً اول فنان عراقي اعدمه النظام البائد, كما ان واحداً من مجموع أربعة ضباط في الجيش العراقي اعدمهم النظام السابق اول مرة عام 1970 كان تركمانيا وهو المرحوم الملازم نشأت عسكر محمود ومن ثم تلت عمليات الاعتقال والإعدام لتطال العشرات والمئات بل الألوف من العراقيين الأحرار من التركمان وغيرهم.
ان المذبحة التي تعرض لها التركمان وكانت في مثل مرارة مجزرة كركوك الدامية في عام 1959 او أكثر مرارة منها هي اليوم الذي تم فيه إعدام أربعة من كبار رموز وقادة التركمان في العراق وهم الشهيد الزعيم عبد الله عبد الرحمن والشهيد الدكتور نجدت نور الدين قوجاق والشهيد الدكتور رضا ده مرجي والشهيد عادل شريف.
ففي شهر آذار من عام 1979 اتجهت رياح الاعتقالات صوب عدد أخر من الرموز والقادة والوجهاء والشخصيات التركمانية المعروفة لتقبع في دهاليز السجون المظلمة, حيث تم اعتقال القائد التركماني الزعيم (العميد) المتقاعد عبد الله عبد الرحمن الشخصية التركمانية القيادية الحكيمة المعروفة ورئيس نادي الإخاء التركماني في بغداد آنذاك وكذلك الشهيد القائد الدكتور المهندس (قدوة الشباب التركماني) نجدت نورالدين قوجاق الأستاذ في كلية الهندسة بجامعة بغداد وقد سبقهم الى الاعتقال ودخول الزنزانة كل من الشهيد الدكتور رضا ده مرجي الأستاذ في كلية الزراعة بجامعة بغداد ورجل الأعمال التركماني المعروف عادل شريف.
كان الشهداء طوال مدة الاعتقال يتعرضون يوميا الى صنوف عدة من التعذيب النفسي قبل الجسدي دون ان يحيد أي واحد منهم عن طريقه القومي او حتى المساومة على بيع قضية شعبهم , فيما كانت عوائلهم وأصدقائهم بل وكافة أبناء الشعب التركماني على طول توركمن ايلي وبالأخص في كركوك يعيشون أياما حالكة السواد وينتابهم قلقا كبيرا وخوفا شديدا على مصيرهم المجهول.
وبعد مدة زمنية بدت وكأنها كانت دهورا جاء الخبر المفجع, ففي تاريخ 16كانون الثاني 1980 إرتقت على مشانق الحقد البعثي أجساد أربعة من خيرة رجالات التركمان في العراق, إرتقت أجسادهم وأرواحهم عالياً, ليبقى أعدائهم تحت أقدامهم الى يوم يبعثون, إعدام هؤلاء القادة لم تكن عملية عبثية أو إنتقاءاً عشوائياً كما كان ديدن النظام البعثي الفاشي في تلك الفترة, فالأمر كان ولايزال يختلف عند التعامل مع التركمان, بل كانت جزءاً من عملية محسوبة ومرسومة بدقة, تهدف الى فرض السياسة الهمجية نفسها على التركمان.
لقد صب النظام السابق طيلة سنوات حكمه جام غضبه على الشعب التركماني خاصة فقد كان يلفق التهم المختلفة والحجج الواهية لإنزال أقسى العقوبات على شبابنا وقادتنا دون إجراء أية محاكمة أصولية فتارة يعدم مجموعة بتهم قومية وتارة يعدم مجموعة أخرى بتهمة العمالة ووفق مبدأ التخوين دون وجه حق وبتهم واهية لا تستحق المحاكمة ناهيك عن الإعدام بسبب حرية التفكير, وإيمانا منا بعدالة القضية التي ضحى لها أنفسهم هؤلاء المجاهدين اتفقت الأمة التركمانية على تخليد ذكرى ذلك اليوم واعتباره يوم الشهيد التركماني وان يكون هذا اليوم رمزا نختزل فيه أرواح كل الشهداء فهو يوم سال فيه دماء الشهداء من اجل إعلاء الراية وايصال رسالتهم إلى الأجيال القادمة.