كف الصبر
بقلم الشاعر عماد المياحي
اطلق شجونك للمواجعِ تُشرعُه
وانصت لقلبك قبل وقت يفجعه
صوب عيونك نحو درب قدومهِ
فهنا محط رحالهِ وتموضعه
وهنا سيكتب للخلود قصيدة
دمه المداد فلا مداد ويدفعه
وهنا تآفلت النجوم بلحظة
وتضرجت ودماؤها تستودعه
وهنا المخيم من يلوذ بسده
وحماه نهبا للسيوف تقطعه
صور يشابكها الجلال بوحيها
حيث النبال وناظريه واضلعه
كف يلوح للخيام أن اصبري
لكنه صبرا تَقَطّعَ إصبعه
نهر ٌ بخاصرة الفرات أيرتوي
وبصدره نهر الجنان ويجرعُه
صورٌ وملحمة الخلود برسمها
وبعمقها التاريخ يُكتبُ مطلعُه
طفٌ وقافلة الحسين وكربلا
والعارفون بكنهه وتمنعُه
خدٌ تعفر بالتراب إذ انبرى
لكنه كسر الظلام ويصفعُه
ذلٌ بفلسفة العبيد مورثٌ
أما الحسين فللجليل تضرعُه
حاك الكرامة من خيوط اباءهِ
والكبرياء اصولهُ وتفرعُه
لله وحده إذ يطأطا ساجدا
حاشا لمثله والدعي يُخضّعُه
بلغ السيادة من نعومة اضفرٍ
ومنابع الايثار كانت ترضعُه
والاشتباك خلاصةٌ من سيفه
ابن القسيم وذي المعارك مسرحُه
أ ويلتوي كف الحسين بعسكرٍ
واباه فاتح خبير إذ يقلعُه
تلك السيوف رسائلٌ لاباءهِ
وضريبة الإصلاح حيث سيزرعُه