المرحوم علي غالب رفيق الحمزاوي ... أصغر مدير تركماني في محطة قطار كركوك
بقلم : د. عاصف سرت توركمن
وُلِدَ المرحوم علي غالب رفيق الحمزاوي المعروف بـ (علي غالب أفندي) عام 1920م في كركوك / قرية "حمزه لى" القريبة من تسعين القديمة "أسكى تسين" ، وينتمي الى عائلة تركمانية معروفة ، وهو من أبناء عمومة المرحوم إبراهيم حمزالى صاحب مشتل الحمزاوي المشهور .
أنهى مراحل دراسته الإبتدائية والمتوسطة والثانوية في مدارس تسعين القديمة و كركوك ، وتم قبوله في معهد سكك الحديد في العاصمة بغداد ، وكان من المتميزين في دفعته .
كان مهتمًا بالقاطرات منذ صغره ، وزاد هذا الإهتمام في المرحلة المتوسطة ، وكان كثير المطالعة وأتقن اللغات الإنكليزية والتركية والعربية ، كما وأتقن تجويد وقرأة القرآن الكريم . وكان يبحث في كتب التاريخ عن تاريخ إنشاء خط سكك الحديد الذي كان يربط إستانبول بالمدينة المنورة ، وكان أمنتيه أن يكون جزءاً من هذه المؤسسة . وقد تحققت أمانيه بعد تخرجه من معهد سكك الحديد ، حيث تم تعيينه مديرا لمحطة قطار كركوك ، وكان يبلغ من العمر عشرون عامًا ، وبذلك حمل عنوان أصغر مدير لمحطة قطار كركوك .
ومن المعروف أن محطة قطار كركوك تم إنشاؤها عام 1929م من قبل الإحتلال البريطاني، وتم تمديد الخط الى مدينة أربيل ، واُكمل الخط عام 1949م . وقد تم بناء المحطة على الأراضي التابعة لعائلة المرحوم علي غالب رفيق الحمزاوي التي كانت تمتلك مساحات شاسعة من الأراضي في كركوك ، وقام جده المرحوم بتبرع موقع محطة كركوك وبعض الأراضي المُلحقة من قرية "حمزه لى" للدولة ، ويعود ملكيته الأصلية لهم حسب الطابو العثماني (الطابو الأسود) ؛ وقد إستملكت السلطة السابقة آلاف الدونمات من أراضي قرية "حمزه لى" وتسعين القديمة من ضمنها الأراضي التابعة لعائلة الحمزاوي .
وقد إكتسب المرحوم علي غالب رفيق الحمزاوي خبرة كبيرة في عمله في كركوك أهّلته أن يكون مديرا ً لعدد من محطات القطار في المحافظات العراقية منها ، محطة قطار أربيل وبعض المحافظات الجنوبية ، وكان آخر منصب له هو مدير المحطة العالمية في بغداد ، وهو أول تركماني من كركوك / حمزه لى يحصل على هذا المنصب .
شارك المرحوم علي غالب رفيق الحمزاوي في عدد من الدورات الخاصة بإختصاصه ، وكان الأول في معهد دورة مدراء المحطة التي أقيمت في بغداد . وقد تسلم خلال تواجده في كركوك عدد من المهام الإدارية منها : إدارة دار إستراحة السكك الذي كان بجوار المحطة ، ومديرية كمرك كركوك ، ونفط خانة كركوك ، ومفرق الشركة (شركة نفط الشمال) . وقد ترأس عدد من الدورات لتدريب المعاونين في مديرية السكك . وقد حصل المرحوم المقاول طالب علي عللوش من تسعين القديمة على مقاولة دار الإستراحة في كركوك بالقرب من محطة القطار القديمة والتي كانت تسمى "Resthouse" بالإنكليزية ، وكانت من المشاريع الكبيرة التي تم إنجازها . وكانت بناية دار الإستراحة تمتد من جانب محطة قطار كركوك القديمة بإمتداد الشارع الرئيسي الذي يصل المحطة بشارع تسعين الجديدة ؛ وكان دار الإستراحة مكان إلتقاء المسؤولين والحكام البريطانيين.
حصل المرحوم علي غالب رفيق الحمزاوي على عدد من الأوسمة والشهادات التقديرية ، ونال عدد من كتب الشكر والتقدير من قبل الدولة أثناء فترة خدمته في مؤسسة سكك الحديد ، وحصل على أوسمة وكتب شكر وتقدير من نوري باشا السعيد (1888 – 1958م) الذي شغل منصب وزير ورئيس وزراء العراق لفترات متعددة .
كان المرحوم علي غالب رفيق الحمزاوي من الشخصيات البارزة في العراق، وقام بتعين عدد كبير من أبناء كركوك وتسعين القديمة وقرية بشير في مجال سكك الحديد في كركوك وفي المحافظات الأخرى، وكان إنسانا مسموع الكلمة وله مكانة مرموقة في المجتمع .
اُحيل الى التقاعد بعد خدمة دامت ثلاثة وثلاثين سنة ، وكان متزوجاً من أبنة عمه وخلف منها ستة أبناء وبنتان وجميعهم حاصلين على شهادات بإختصاصات مختلفة وهم كل من : السيدة لبيبة علي غالب / حاصلة على شهادة دبلوم تصميم معهد فيرا وحاليا ً متقاعدة من دائرة المواد الإنشائية وقبلها في شركة الحديد والخشب ، والمرحوم عبدالحسن علي غالب الذي كان معاون طبي في مستشفى كركوك العام ، والأستاذ عبدالحسين علي غالب / خريج إعداد المعلمين، متقاعد ومستقر حاليا ً خارج العراق، والسيد عبد الرضا علي غالب / موظف متقاعد من دائرة المنتوجات ، والسيدة سكينة علي غالب/ خريجة قسم الإرشاد كلية الآداب جامعة بغداد متقاعدة من بنك الرافدين عمان الأردن، والسيد محمد باقر علي غالب / مهندس مدني متقاعد من دائرة صحة كركوك ، والسيد أحمد علي غالب / بكالوريوس محاسبة إدارة وإقتصاد متقاعد مسؤول قسم الحسابات دائرة الحفر كركوك ، والسيد عصمت علي غالب / خريج كلية هندسة حاسبات وحاليا مستقر خارج العراق .
إنتقل المرحوم علي غالب رفيق الحمزاوي الى دار الآخرة في السابع والعشرين من كانون الثاني (يناير) عام 1976م ، ودفن في المقبرة الخاصة بالعائلة في مقبرة وادي السلام في مدينة النجف الأشرف .
وقد أنجبت عائلة الحمزاوي عددا من الشخصيات التي شغلت مناصب مرموقة في دوائر الدولة العراقية وخصوصا ً أولاد عم المرحوم علي غالب رفيق (إخوان زوجته) منهم : المرحوم جلال توفيق أفندي الذي كان مدير البرق والبريد في المحطة العالمية في بغداد ، والمرحوم عبد الجبار توفيق أفندي الذي كان مدير هندسة تشغيل دائرة السكك في بغداد .