بقلم مهند مهدي عبدلله
لم اكن اعلم قبل ان ارى هذا الكتاب على رف دار ومكتبة ألكا في شارع المتنبي ، ان للسياب محاولات في الترجمة بعد ان رأيت اسمه على الكتاب كان لابد من اقتنائه، ليس فقط لأنه بترجمة السياب ومراجعة جبرا ابراهيم جبرا بل لقيمة العمل الفنية.
وولتر فارلي الروائي الامريكي الذي قدم العديد من الروايات منطلقا من اشهر رواية له ( الجواد الادهم او the black stallion عام 1941 ) والتي اخذت شهرة كبيرة ليتبعها بسلسلة كبيرة من الروايات نهايتها كانت سنة ( 1989 والتي هي سنة وفاته )، ولم اكن اعرف فارلي روائيا إلا بعد ان قرأت له هذه الرواية.
الكتاب الذي بين يدي طُبِع ونُشِر بواسطة دار تكوين – سوريا عام 2018، بعد قراءته كان لي العديد من الملاحظات من حيث المضمون والطباعة.
اما المضمون وجدت نفسي اقرأ رواية مسلية جداً تشد القارئ لمعرفة النهاية، ان التكتنيك الذي اعتمده فارلي يتسم بالكثير من السلاسة واللغة البسيطة والعمق ، متدرجا في سرد الاحداث دون فسح اي فضاء خال بين حدث واخر.
النسخة الاصلية من هذه الرواية صدرت سنة 1961 عن دار فرانكلين، واستطاع السياب ان يقدم لنا رواية جيدة لا تشعر بالترجمة إلا في بعض التراكيب من جملها، وفي واحدة من الملاحظات التي كتبتها وانا اقرأ "تستمر في قراءة الرواية رغم كل شيء ، البساطة في اللغة اعطت متعة للقراءة".
وفي ملاحظة اخرى"تتجلى تأثيرات الرفقة والصداقة على حياة الانسان، وتأثير الصداقة على المزاج، حتى بين الحيوانات".
"استخدم فارلي قوة عاطفية لتحريك خيوط روايته جاعلا منك منكبا على القراءة" وهذه واحدة من الملاحظات على الكتاب.
شخصيا افتقدت الزمن في (الجواد الادهم) واقصد هنا بالزمن هو تحديد الحقبة التي تمر بها الاحداث، ان الاشارات التي تؤول للزمن تشير الى حقبة محصورة بين الثلاثينات والخمسينات وهذا ما اشار اليه فارلي بذكر بعض مسابقات الخيول واسماء شخصيات عاشت بين تلك الحقب، الا انه لا توجد اشارة جلية وواضحة للسنوات التي وقعت فيها الاحداث.
اما الملاحظات الطباعية فكثيرة ، ووجدت وانا اقرأ كما هائلا من الاخطاء الطباعية وتراكيب جمل غير مفهومة وكأن السياب استخدم لغة غير اللغة التي كتب بيها قصائده المتسمة بالحداثة والتحديث، فوجئت بكم الاخطاء والحقيقة اني لم اطلع على النسخة الاصلية الانكليزية منها والعربية التي ترجمها السياب لصالح دار فرانكلين سنة 1961 ، ارى حقيقة ان الدار التي اعادت طبعها تتحمل جزءا كبيرا من المسؤولية في اصدار طبعة بهذه الاخطاء والرداءة في اللغة فلا اظن ان السياب او جبرا سيرتكبان مثل هذه الهفوات.
الجواد الادهم رواية سيحبها البعض والبعض لن يحبها.