ذكرى انطلاق ثورة تشرين بين العظمة والتخوين
بقلم مصطفى صباح
العام الاول يمر على ثورةٍ انطلقت من تحت نصب الحرية، وترعرعت على ايادي
رجال الناصرية وتفرعت شرقا وغربا، فاحتضنت اغصانها البصرة.
قادها ثلة من الشباب الواعد، مفادها
تغيير النظام المستبد الذي تربع على
خيرات البلد لأعوام عدة، وجعل حب الوطن
ورقةٍ لإصلاح ما افسده المخربون والنهضة
بواقع اجمل قوبلت بالرفض، والقمع الشديد
من قبل السلطة، الا انها زادت
قوة وعزيمة واصرار.
واجه التشرينيون الكثير من القمع
والاتهامات والتخوين، تسبب
بمقتل المئات من الثوار
واصابة اكثر من20الف شخص، وهجر
منهم العشرات.
مرت على الثورة ليالٍ دموية ومجازر مريعة
ابكت جميع الاحرار، اضافة الى عزل العراق
عن العالم الخارجي بقطع خدمة الانترنت
لعدة ايام
لكي يتسنى لهم القتل بسهولة اكثر.
والاكثر حزنا الى الان القاتل لم يحاسب
بل زاد قوة وتجددت مناصبه
نتيجة وقوف فئة كبيرة من الشعب الى جانب المتحزبين بعد سلسلة من البيانات
والتغريدات التي حركوا عواطفهم بها
ودعت الى حماية المذهب والطائفة
من هؤلاء العزل لانه وبحسب رأيهم:
ان المتظاهرين خرجوا لمحاربة وإسقاط
الدين المذهب ونشر الفساد في ارض المقدسات.
شكلت العديد من اللجان الوهمية للكشف
عن قتلةالمتظاهرين، الا انها اصدرت
نتائج التحقيق مضحكة ومخزية، رغم
ان من هدد وتوعد للمتظاهرين
بالتصفية واصبحت مكشوفة الاقنعة
امام انظار الحكومات.
انتجت الثورة العديد من الايجابيات، منها
توحيد فئة كبيرة من الشعب تحت
راية حب الوطن والتضحية من اجله، بصرف النظر
عن الانتماءات الدينية والمذهبية
والعرقية، او اللون والجنس، فكان للمرأة
في الساحات دور كبير، لقد ساهمت في
معالجة الجرحى، وتحضير وجبات الطعام
وتصدرت الجماهير لإلقاء الاهازيج والاناشيد
الوطنية في الخط الاول من الساحات
والوقوف مع اخوانها المتظاهرين
يدا واحدة وتعرضها معهم للقمع والاعتداءات.
كل هذه الايجابيات التي ساهمت بها المرأة
اثارت غضب الجانب الاخر وسببت لهم
اضرارا كبيرة!
فبدأت الاقلام المأجورة تخط وتحرض
ضد هذهِ الكتلة من النساء العظيمات، فتعرض للخطف والقتل والتهديد، ولكن كل هذا لم يمنعهن من الخروج، فبقيت مجموعة كبيرة من النساء الاحرار تعاود الساحات
طيلة الفترة السابقة للقيام بواجبتها
وتجديد الانتماء للوطن.
اما الجوانب السلبية:
فقد استطاع المتحزبون زرع الكثير من
عناصرهم داخل الساحات والسيطرة على
بعض الاماكن داخلها والتعرض للاحرار
وابتزازهم والمشاجرة معهم
وحرق خيامهم وطعنهم بالادوات الحادة
واجبار البعض منهم على الانسحاب
وعدم التدخل مرة ثانية فنجحوا في ابعاد الكثير.
والان بعد دخول الثورة عامها الثاني، لابد
من احيائها كما بدات وتلافي بعض
الاخطاء وتصحيحها وعدم اعطاء ثغرة وفرصة لمن يريد اسقاطها
وانهاءها والانجرار وراء الاراء المشبوهة
والعودة الى المطالب الحقيقية التي بدأت
بها الثورة والضغط على الجهات المعنية لتحقيقها:
منها قانون انتخابات عادلة
تخدم مصالح الشعب لا الاحزاب الطاغية
ومحاسبة القتلة وسراق
المال العام، وجعل العراق بلداً آمناً
ذا سيادة محترمة وعدم جعله
ساحة للصراعات الدولية
كما يحدث الان، واحترام جميع
افراد شعبه دون تمييز، والنهوض بواقعه
الخدمي والصحي والتربوي الذي افتقدناه
لسنوات عدة.